ماذا تعرف عن HTML5

لم يتخيل مخترع الشبكة العنكبوتية العالمية (الويب) البرطاني “تيم بيرنرزلي” عند كتابته للأسطر الأولى من البرمجيات المستخدمة في الويب -في حينه- أن يصبح الإنترنت كما هو عليه الآن! فالنصوص البسيطة التي نقلتها الإنترنت في بداياتها أصبحت تحوي الصوت والصورة، بل وأصبح الويب اليوم نمط حياة للكثيرين. لذلك كان لزاماً على متصفحات الإنترنت مواكبة هذه التطور ونقل الإنترنت إلى مرحلة جديدة.

بعد تمكّن مايكروسوفت في بدايات حرب المتصفحات -في تسعينيات القرن الماضي- من التغلب على منافسيها واحتكار سوق المتصفحات لسنوات عديدة، وما ترتب على ذلك من نتائج، كاختفاء متصفح الإنترنت المعروف قديماً بـ “نتسكيب” وسيطرة متصفح مايكروسوفت المعروف بـ “الإنترنت إكسبلورر”، توقفت مايكروسوفت عن تطوير متصفحها وأصبحت النسخة السادسة منه هي النسخة المثبتة على معظم أجهزة الحاسوب في حينه!

 

ومثل أي شيء في هذ العالم، لم يدم هذا الأمر طويلاً، فظهور متصفح “الفيرفوكس” أو (الثعلب الناري) أدى إلى تغيير قواعد اللعبة في حرب المتصفحات إلى الأبد، وبعد ظهور النسخة الثانية منه أصبح “الإنترنت إكسبلورر6″ قطعة برمجية عفنة عند مقارنته بالفايرفوكس، والذي قدم مميزات كثيرة سواءً على صعيد المستخدم أو حتى مطوري مواقع  وتطبيقات الويب. هذا الأمر دفع مايكروسوفت إلى التركيز على تطوير الإكسبلورر مرة أخرى وإصدار نسخ متلاحقه منه. وعلى الرغم من ذلك، بقي متصفح الفيرفوكس في تقدم ومنافسه الإكسبلورر يحاول اللحاق به. طرحت شركة جوجل لاحقاً متصفحها القوي المعروف بـ “جوجل كروم Chrome”، مما ساهم في اشتداد حدة المنافسة بين المتصفحات المختلفة!

ومع ظهور نسخ جديدة من المتصفحات المختلفة، وتسابق مزودي هذه المتصفحات على دعم خواص جديدة سواءً كانت للمستخدم أو مطوري مواقع وتطبيقات الويب، بدأت رابطة الشبكة العالمية المعروفة اختصاراً بـــ “w3c” بالعمل على مجموعة من المعايير القياسية الجديدة للتقنيات التي تعمل على المتصفحات لتكوّن الجيل الجديد منها. وتعرف مجموعة هذه التغيرات والتطويرات بــ ـHTML5.

 

على سبيل المثال، تم إدخال أوسمة “Tags” جديدة على لغة الــ ـHTML، وبالإضافة إلى ذلك تمت إضافة معايير وخصائص جديدة للغة CSS، وخصائص جديدة للغة الجافا سكربت. ومن أهم الإضافات على أوسمة لغة الــ ـHTML، الوسوم التي تمكّن مطوري المواقع من إضافة محتويات سمعية وبصرية إلى صفحات الويب، والاستغناء عن إضافات غير قياسية مثل الفلاش وسيلفرلايت وغيرها من الإضافات التي تقوم جهات خارج نطاق المتصفح بتطويرها. كذلك تمت إضافة بعض الوسوم التي تمكّن محركات البحث من التعرف على دلالة المحتوى من خلال الوسم، فمثلاً بعض الوسوم تخبر محرك البحث أن النص معروض كعنوان أو ملخص لمقالة وهكذا.

 

وبعد تلك المعايير التي وضعتها “w3c”، أصبحت المتصفحات الحديثة مثل الكروم والفايرفوكس تحدّث نفسها تلقائياً. وعلى الرغم من أن بعض المستخدمين لا يهتمون بهذه النقطة، إلا أنها تعتبر أمراً أساسياً للإستفادة من قدرات HTML5 الجديدة من جهة، واستخدام متصفح إنترنت حديث من جهة أخرى.


أنت تساهم بدفع عجلة تطور الويب إلى الأمام عند استخدامك لهذه التحديثات لأنك تتيح الفرصة لمطوري مواقع وتطبيقات الويب لاستخدام هذه الميزات الجديدة في مواقع وتطبيقات الويب القادمة وبالتالي

توديع المتصفحات القديمة إلى الأبد. فلا تبخل عليهم، وكن جزءاً من التغيير!

 

المصدر : مدونة أحمد شكر

Share |

معلومات إضافية